مجالس الوعظ الرمضاني في الكاظمية المقدسة محطة لتجديد العهد مع الله في شهر الرحمة

في أجواء شهر رمضان المبارك، حيث تعمّ الرحمة وتفيض البركات، وتعانق الأرض نفحات السماء، تزدهر مجالس الوعظ والإرشاد في مدينة الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، بأبهى تجلياتها لترسم لوحة من النقاء الروحي والتجديد الإيماني، حيث تتلألأ منابرها بأنوار الحكمة، وتمتلئ مساجدها وحسينياتها بمآثر الذكر والتوجيه، ومن أبرزها: المخيم الحسيني، ومسجد آل ياسين، وحسينية آل صدر، وجامع مؤمن علي، وحسينية آل شمارة وغيرها من الأماكن التي تعدّ أحد أهم معالم الثقافة الإسلامية في مدينة الكاظمية المقدسة وهي تحتضن هذه الفعاليات الإيمانية على امتداد ليالي الشهر الفضيل، في الوقت ذاته كان للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وخدام العتبة المقدسة حضور ومشاركة في تلك المجالس المباركة.

كما شهدت مشاركة واسعة من قبل خطباء المنبر الحسيني الكرام الذين أثروا الحضور بمحاضرات قيّمة تنوعت بين التفسير القرآني والوعظ الأخلاقي، حيث سلّطوا الضوء في هذا الشهر الفضيل على محاور مهمة من أبرزها: أهمية شهر رمضان المبارك، كونه فرصة لتهذيب النفوس، وتعزيز العلاقة مع الله "عز وجل"، كما ركزت على القيم الأخلاقية والسلوكيات الفاضلة، والتأكيد على ضرورة استثمار أجواء الشهر المبارك في تعميق القيم النبيلة، كالصبر، والصدق، والأمانة، والإحسان، وتعزيز روح التكافل الاجتماعي، وغرس روح التعاون والابتعاد عن العادات السلوكية الخاطئة.

إذ لاقت هذه المجالس المباركة تفاعل جماهيري واهتمام متزايد وإقبالاً واسعاً من مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث حرص المؤمنون على حضورها للاستزادة من المعارف الدينية، وتوجيه السلوك نحو ما ينسجم مع نهج أهل بيت النبوة "عليهم السلام" في شهر رمضان المبارك، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية هذه المجالس الوعظية والإرشادية مؤمنة بأنها مدرسة تربوية تعيد صياغة المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية، وتدفع بالمجتمع نحو المزيد من الإصلاح والرقي، مستمدة قوتها من المنهج القرآني وسيرة النبي الأكرم وأهل بيته "عليهم السلام".